لنشر مقالاتكم راسلونا على الإيميل التالي



لنشر مقالاتكم راسلونا على الإيميل التالي





السبت، 13 يناير 2018

الإذاعة الليبية .. ستون عاما .. بقلم/ سالم الكبتي

الإذاعة الليبية  .. ستون عاما 


بقلم/ سالم الكبتي

عام 1957 تاْسست الاذاعة الليبية. انطلق بثها فى 155 يوليو من العام المذكور. اْعلن صوت مذيعيها.. هنا اذاعة المملكة الليبية المتحدة. اْو هنا دار الاذاعة الليبية. صارت مصلحة تابعة لوزارة المواصلات قبل اْن تنتقل الى وزارة الانباء والارشاد عام 1960. كان وراء ذلك التاْسيس والانطلاق الكثير من الجهود المخلصة لكى ينطلق هذا الصوت الوطنى الى الناس.. الى العالم. قبل ذلك بفترة بعيدة ثمة محاولات خجولة لانطلاق الاذاعة داخل الوطن فى ظروف مغايره تماما ووفقا لما تسمح به فترة الاحتلال الايطالى. كان ذلك عام 1938. 
اذاعة طرابلس ومقرها غربى المدينة باْتجاه الزاوية حيث توجد اْعمدة الارسال الان. عمل بها اْحمد قنابه واْحمد الحصائرى واْخرين. اْحاديث وموسيقى وبعض التواشيح واْغانى.. على الشعالية القادم من بنغازى ومختار شاكر المرابط. اْدوار سيد درويش وصالح عبدالحى وعبدالوهاب وام كلثوم. ساعات بث قصيرة ومثلها فى بنغازى. راديو ماريا. مقرها فى الزيتون. وهبى البورى واخرين اْيضا. وبضعة برامج والحان اْيضا. 


ثم توقفتا خلال الحرب العالمية الثانية وعمد الايطاليون الى تدميرهما حتى لا يستفاد منهما من قبل الحلفاء القادمون. حاولت الاذاعتان ايصال الصوت الوطنى عبرهما رغم صعوبة العطاء الثقافى والفكرى والفنى. وفى الاساس المستمعون قله. الراديو لايملكه الجميع. ربما الفرصة واتت بعض البيوت اْو المقاهى فسمحت بالاستماع والمتابعة. اْحوال الثقافة والتعليم تختلف من شخص لاْخر. 


والسكان كلهم فى مشاغل وهموم اْخرى. فلا وقت للاذاعة ولعل البعض اعتبر ذلك حراما اْو من صناعة المحتل وثقافته. فى اْعوام الادارة البريطانية فى برقه وطرابلس كان ثمة اذاعة تتبع الجيش البريطانى تبث من معسكراتها لجنودها وترفه عنهم. وتنقل لهم الاخبار والقطع الموسيقية ولاشاْن فى الغالب للاْمر المحلى فى هذه البرامج. ثم قبيل الاستقلال عام 19511 اْنطلقت اذاعة بنغازى المحلية باْشراف تلك الادارة. البث بداْ بربع ساعه. وكان المقر فى معسكر الريمي بالبركه. اْغانى لعلى الشعالية والسيد بومدين وعبدالسيد الصابرى وبعض المجموعات الفنية الشعبية. اْول مذيع بها كان محمود مخلوف ثم محمد بن صويد الذى كان فى الوقت نفسه مراسلا لاذاعة الشرق الادنى فى بنغازى. ثم شهد الريمى حيث الاذاعة الصغيرة التحاق المزيد من العاملين : محمود دهيميش قارئا للقران الكريم ولنشرة الاخبار فى غياب المذيعين. مفتاح السيد الشريف وابراهيم اطوير وحميدة بن عامر ومحمد على التاجورى اْول الفنيين مع وجود بعض الخبرات الاجنبيه. وهنا صارت الحاجه ملحه لزيادة البث.. اْضحى نصف ساعه ثم ساعة كاملة ونشرت برامجها ومواعيدها فى صحيفة برقه الجديده. وظلت الاذاعة تتبع مكتب الاستعلامات اْو السفارة البريطانية وفى عام 1956 تواصل البث الاذاعى لمدة ثلاث ساعات وراج فى اْسواق المدينة بيع اْجهزة الراديو وظل المواطن على اتصال بالماده اليومية الاذاعية المختلفة من احاديث ومسامع تمثيلية ونشرات واغانى وتغطية لبعض المناسبات الدينية.. وغيرها. فى طرابلس اْيضا اتسع نشاط الاذاعة المحلى فى مقرها بشارع الزاوية وضمت خبرات وكفاءات وطنية : على مصطفى المصراتى وعبدالقادر بوهروس وغيرهما.
 برامج وركن للقصه والادب والفن وتغطية للاحداث وسهرات رمضان. ومجله تصدر عنها باْسم هنا طرابلس الغرب. صارت فيما بعد بعد صدور مجلة الاذاعة الليبية.. (مجلة طرابلس الغرب). واْحتوت تلك المجلة على المقالات والقصائد وبرامج الاذاعه الشهرية. الاذاعتان المحليتان كانتا فى الواقع تجربة جيده بعد الاستقلال لبدايات الطريق نحو الاذاعة الوطنية الواحدة. وصقلت المواهب واْعدت الخبرات التى رفعت من حماسها مع انطلاق الاذاعة الليبية صيف 1957. وللاْسف فلم تكن هناك اْية اشارات تذكر لاذاعة مثلهما فى فزان وقد تكون فى نطاق ضيق تقتصر على وجود الادارة الفرنسية ولم تستمر لكن المواطن هناك.. فى اْقصى الجنوب ربما يكون اْقرب فى استماعه للاذاعات الموجودة فى تونس اْو الجزائر اْو بعض دول الجوار الافريقى. اْو صوت العرب فى القاهرة الذى كان بثه قويا. الى اْن لامست اْسماعه اذاعته الليبية الوليدة. 1957.. كان عاما فاصلا فى الحياة الليبية المعاصرة. التطور والتقدم خطوات الى المستقبل بعد نيل الاستقلال بستة سنوات. حراك فى الاتجاه الوطنى.. فى الانتماء للوطن والتضحية من اْجل اْبنائه : فاْضافة الى تاْسيس الاذاعة انشئت كلية العلوم فى طرابلس والاقتصاد والتجارة فى بنغازى ضمن مسيرة الجامعة الليبية الحديثة. 
الكلية العسكرية الملكية فى بنغازى. انطلاق جمعية الهلال الاحمر الليبى. واْصدارات ليبية جديدة.. الشابى وجبران لخليفة التليسى والحنين الظامىْ لعلى الرقيعى واْحلام وثورة لعلى صدقى عبدالقادر ونفوس حائرة لعبدالقادر بوهروس وابراهيم الاسطى عمر.. شاعر من ليبيا لعلى مصطفى المصراتى. وفى بنغازى صدرت اْولى اعداد مجلتى النور والضياء. خطوات على الطريق الطويل.. طريق التنوير ومعالم للتحرك الوطنى. وفى كل هذا كانت الاذاعة الليبية على ذلك الطريق من تلك العلامات الفاصلة والمضيئة. حبات عرق عبر الدروب. صوت واحد للوطن.. لاْحلامه. لمستمعيه. لفنه. لتاريخه. لمثقفيه. لكل فئاته. صوت يوحد ولايفرق. هنا دار الاذاعة الليبية.

 سالم الكبتى
***************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفنان يوسف العالم

عبقري الموسيقى الليبية  الموسيقار المبدع "يوسف العالم" في أسطر الفنان الموسيقار يوسف العالم، من مواليد (مدينة سلوق الق...